فصل: الشاهد التاسع والستون بعد الخمسمائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.وفاة المعظم صاحب دمشق وولاية ابنه الناصر ثم استيلاء الأشرف عليها واعتياض الناصر بالكرك.

ثم توفي المعظم بن العادل صاحب دمشق سنة أربع وعشرين وولي مكانه ابنه داود ولقب بالناصر وقام بتدبير ملكه عز الدين أتابك خادم أبيه وجرى على سنن المعظم أولا في طاعة الكامل والخطبة له ثم انتقض خمس وعشرين عندما طالبه بالنزول له عن حصن الشويك فامتنع وانتقض وسار الكامل إليه في العساكر فانتهى إلى غزة وانتزع القدس ونابلس من أيديهم وولى عليها من قبله واستنجد الناصر عمه الأشرف فجاءه إلى دمشق وخرج منها إلى نابلس ثم تقدم منها إلى الكامل ليصلح أمر الناصر معه فدعاه الكامل إلى إنتزاع دمشق من الناصر له وأقطعه اياها فلم يجب الناصر إلى ذلك وعاد إلى دمشق فحاصره الأشرف ثم صالح الكامل ملك الإفرنج ليفرغ لأمر دمشق عن الشواغل وأمكنهم من القدس على أن يخرب سورها فاستولوا عليها كذلك وزحف الكامل إلى دمشق سنة ست وعشرين فحاصرها مع الأشرف وخاف الحصار بالناصر فنزل على أن يستقل بالكرك والشويك والبلقاء فسلموا له في ذلك وسار إليها واستولى الأشرف على دمشق ونزل للكامل عن أعماله وهي حران والرها وما إليهما وبمكانهما من حصار دمشق ووصل الخبر إلى الكامل بوفاة ابنه المسعود صاحب اليمن وقد مر خبره والله تعالى يؤيد بنصره من يشاء من عباده.

.استيلاء المظفر بن المنصور على حماة من يد أخيه الناصر.

ولما ملك الكامل دمشق شرع في إنجاد نزيله المظفر محمود بن المنصور صاحب حماة وبها أخوه الناصر وقد كاتبه بعض أهل البلد يستدعونه لملكها فجهزه بالعساكر وسار إليها فحاصرها ودس لمن كاتبه من أهلها فأجابوه وواعدوه ليلا فطرقها وتسورها وملكها وكتب إليه الكامل أن يقطع الناصر قلعة ماردين فأقطعه إياها وانتزع الكامل منه سلمية وأقطعها لصاحب حمص شيركوه بن محمد بن شيركوه واستقل المظفر محمود بملك حماة وفوض أمور دولته إلى حسام الدين علي بن أبي علي الهدباني فقام بها ثم استوحش منه فلحق بأبيه نجم الدين أيوب ولم تزل ماردين بيد الناصر أخي المظفر إلى سنة ثلاثين فهم الناصر بأن يملكها للإفرنج وشكا المظفر بذلك للكامل فأمره بانتزاعها منه ثم اعتقله الكامل إلى أن هلك سنة خمس وثلاثين انتهى والله أعلم.

.استيلاء الأشرف على بعلبك من يد الأمجد وإقطاعها لأخيه إسمعيل بن العادل.

كان السلطان صلاح الدين قد أقطع الأمجد بهرام شاه بن فرخنشاه أخي تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب قلعة بعلبك وكانت بصرى لخضر ثم صارت بعد وفاة العادل لابنه الأشرف وعليها أخوه إسمعيل بن العادل فجهزه سنة ست وعشرين إلى بعلبك وحاصرها بها الأمجد حتى تسلمها منه على إقطاع أقطعه إياه إسمعيل إلى دمشق فنزلها إلى أن قتلته مواليه والله سبحانه وتعالى أعلم.

.فتنة جلال الدين خوارزم شاه مع الأشرف واستيلاؤه على خلاط.

قد كنا قدمنا أن جلال الدين خوارزم شاه ملك أذربيجان وجاور أعمال بني أيوب وكان الأشرف قد ولى على خلاط لما انتزعها من يد أخيه غازي سنة اثنتين وعشرين حسام الدين أبا علي الموصلي ثم صالح المعظم جلال الدين خوارزم شاه ودعاه إلى الفتنة مع أخويه كما قدمناه فزحف جلال الدين خوارزم شاه إلى خلاط وحاصرها مرتين ورجع عنها فسار حسام الدين إلى يلده وملك بعض حصونه وداخل زوجته التي كانت زوجة أزبك بن البهلوان وكانت مقيمة بخوي وهجرها جلال الدين وقطع عنها ما كانت تعتاده من التحكم في الدولة مع زوجها قبله فدست إلى حسام الدين نائب خلاط واستدعته هي وأهل خوي ليملكوه البلاد فسار وملك خوي من الحصون ومدينة قرند وكاتبه أهل بقجوان وملكوه بلدهم وعاد إلى خلاط ونقل معه زوجة جلال الدين وهي بنت السلطان طغرل فامتعض جلال الدين لذلك ثم ارتاب الأشرف بحسام الدين نائب خلاط وأرسل أكبر أمرائه عز الدين أبيك فقبض على حسام الدين وكان عدوا له وقتله غيلة وهرب مولاه فلحق بجلال الدين ثم زحف جلال الدين في شوال سنة ست وعشرين إلى خلاط فحاصرها ونصب عليها المجانيق وقطع عنها الميرة مدة ثمانية أشهر ثم ألح عليها بالقتال وملكها عنوة آخر جمادى الاولى من سنة سبع وعشرين وامتنع أيبك وحاميتها بالقلعة واستماتوا واستباح جلال الدين مدينة خلاط وعاث فيها بما لم يسمع بمثله ثم تغلب على القلعة وأسر أيبك نائب خلاط فدفعه إلى مولى حسام الدين نائبها قبله فقتله بيده والله تعالى أعلم.